الكف والعرض والقلق | سيجمند فرويد

الكتاب: الكف والعرض والقلق 

المؤلف : سيجمند فرويد
المترجم: محمد عثمان نجاتي

تلخيص: محمد عبد الفتاح السامعي
تنسيق: محمد طاهر الهمداني

يعتبر كتاب الكف والعرض والقلق من الكتب المهمة في التحليل النفسي لفرويد ،وتأتي اهميته أنه يوضح الاختلاف بين نظرية فرويد الأولى في القلق ونظريته الأخيرة فيه التي نقض بها الأولى بعد سنوات عديدة.

وعلى عكس المعتاد لن أقوم بتلخيص الكتاب استنادا للفصول المحددة بالفهرس،بل سيكون التلخيص للافكار الرئيسية في الكتاب والتي استطعت فهمها  ،وساورد الكثير من الاقتباسات لمقدمة المترجم التي اعتقد انها اشبه بملخص عن النظريات المختلفة للقلق  .

 - تعريف القلق : حالة من الخوف الغامض الشديد الذي يتملك الإنسان  ويسبب له الكثير من الكدر والضيق والألم ،والشخص القلق يتوقع الشر دائما، اي أنه تشاؤمي. 

- الكف: تعطيل اي وظيفة من وظائف الذات أو إضعافها أو الحد منها 

- العرض: هي الحالة المرضية وهي حسب فرويد علامة تدل على وجود رغبة غريزية حرمت من الإشباع بسبب الكبت الشديد وهي تدل أيضا على الإشباع البديل لهذه الرغبة، والكبت هو الذي يجعل الدافع الغريزي يظهر على صورة عرض. 

- يقسم فرويد الجهاز النفسي في الإنسان الى ثلاثة أقسام:

 الأول: "الأنا" وهو يشمل الشعور ويتحكم بالحركة الارادية ويحفظ الذات. 

الثاني: "ال هو " وهو المتعلق بالنفس الذي يحوي كل ما هو موروث وما هو ثابت في تركيب البدن وما هو غريزي في الطبيعة الإنسانية وما هو مكبوت،وكل شيء في هذا القسم هو غامض ولا شعوري. 

الثالث :"الأنا الأعلى " هو ذلك القسم من النفس يمثل الوالدين والمجتمع والدين وهو ما يعرف عادة بالضمير. 

-القلق الموضوعي والقلق العصابي 

القلق الموضوعي هو الخوف من خطر خارجي معروف كالخوف من الغرق والحريق الخ، اما القلق العصابي فهو خوف غامض غير مفهوم ولا يستطيع الشخص الذي يشعر به معرفة أسبابه. 

-أنواع القلق العصابي 

القلق الهائم الطليق: حالة خوف عام تتلبس أي موضوع ويسميه فرويد بالتوقع القلق، أي توقع الشر أو السوء دوما. 

قلق المخاوف المرضية: كالخوف من الحيوانات، الأماكن المرتفعة او الفسيحة او المغلقة، وهو حالة شديدة من الفوبيا. 

قلق الهستيريا:يرى فرويد أن ألاعراض الهستيرية مثل الرعشة والاغماء وخفقان القلب وصعوبة التنفس إنما تحل محل القلق ويسميها معادلات القلق. 

- نظرية فرويد القديمة في تحليل القلق  

في نظريته الأولى أرجع فرويد منشأ القلق إلى حالة الكبت للرغبة الجنسية أو احباطها ومنعها من الإشباع ،أي حين تمنع الرغبة الجنسية من الإشباع تتحول الى قلق .

في هذه النظرية لا يرى فرويد أن للقلق دورا هاما في تكوين الامراض العصابية ،فالقلق في هذه النظرية لا يحدث العصاب وانما يحدث العصاب أولا ثم  يساعد العصاب على كبت الرغبة الجنسية وحينها يتحول الكبت بطريقة فيسلوجية إلى قلق.وهذا نقيض نظريته الجديدة التي يقول فيها ان القلق هو الذي يسبب العصاب وليس العكس.

النظرية الجديدة لفرويد عن القلق 

توصل فرويد لنظريته القديمة حين كان يدرس الأمراض العصابية الحقيقية وقد اكتشف ان نوبات القلق وحالات الاستعداد العام للقلق تنشأ عن بعض الخبرات الجنسية المعينة مثل وقف الجماع قبل نهايته،سرعة القذف، ضعف الانتصاب، ومنع تفريغ التهيج الجنسي اي ان هذه النوبات تنشأ كلما تعرض إشباع التهيج الجنسي الى المنع او الكف او تغيير الاتجاه، ولأن التهيج الجنسي يعبر عن الدوافع الغريزية الليبيدية فقد افترض أن الليبيدو يتحول إلى قلق نتيجة هذا الاضطراب...

لكنه لاحقا حين قام بدراسة حالات قلق المخاوف المرضية اكتشف ان القلق انما هو قلق خاص بالأنا وينبعث من الأنا وأنه لا ينشأ عن الكبت بل على العكس هو الذي يسبب الكبت .

وفي نظريته الجديدة استطاع مجددا ان يقارن بين القلق الموضوعي الناتج عن خطر معروف والقلق العصابي الناتج عن خطر غير معروف وركز على أن النوعين ينشئان من الخطر، لذا فالواجب تعريف الخطر الغير معروف الذي ينتج القلق العصابي وهو ما قاده الى القول أن منشأ القلق سواءا الموضوعي او العصابي هو واحد وهو الأنا، وقد توصل فرويد إلى هذه النتائج من خلال دراسته لحالتين الأولى حالة الطفل هانز الذي كان يخشى الخروج للشارع خوفا من ان تعضه الخيول  والحالة الثانية للشاب الروسي الذي كان يخشى أن تعضه الذئاب، والحالتين المرضية تجمعهما وجود رغبة جنسية غير مقبولة وخوف من العقاب وهو عبارة عن الخوف من الخصاء، فالأول يتعلق مرضه بالحالة الاوديبية الايجابية والثاني بالحالة الاوديبية السلبية .

-نظرية أتو رانك في القلق 

يذهب رانك إلى أن الانسان يمر في كل مراحل نمو شخصيته بخبرات متتالية من الانفصال ،ويعتبر الميلاد هو الخبرة الأساسية ويسميه القلق الاولي ، وهو انفصال الشخص عن رحم امه،ويفسر رانك كل حالات القلق التالية على اساس قلق الميلاد،  فالفطام يثير القلق لانه انفصال عن ثدي الام،والزواج يثير القلق لأنه انفصال عن حياة الوحدة، ويذهب رانك الى ان القلق الأولي يستمر في أخذ صورتين، خوف الحياة وخوف الموت.

- نظرية الفرد ادلر 

يعتبر ادلر ان الشعور بالنقص الدافع الرئيسي للقلق والامراض العصابية.

- نظرية كارل يونج 

يرى كارل ان القلق يظهر حين تغزو عقله افكار وخيالات غير معقولة و هو خوف من سيطرة محتويات اللاشعور الجمعي غير المعقولة التي لا زالت باقية فيه من حالة الإنسان البدائية.

-نظرية إريك فروم 

يرى فروم ان الطفل حين يبدأ بالنمو يبدأ يشعر بذاته كوحدة مستقلة عن والديه ويزداد تحرره من اعتماده على والديه ويسمي هذه الحالة بالتفرد هذا النمو يهدد  الشعور بالأمن الذي كان يلقاه حين كان معتمدا على والديه، ويولد شعورا بالعجز والقلق واذا تم مقابلة هذا التطور لدى الطفل بعدم الاستحسان من اب قاس او مجتمع خاص يضطر الطفل الى كبت امكاناته وهذا يكون منشأ القلق.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

فن الحرب | سون تزو

فن العيش الحكيم | شوبنهاور

الإنسان والبحث عن المعنى | فيكتور فرانكل