فن العيش الحكيم | شوبنهاور

فن العيش الحكيم

للفيلسوف الألماني شوبنهاور 
عرض: محمد فتاح السامعي 
تنسيق: محمد طاهر الهمداني

هذا الكتاب من أفضل الكتب التي يمكن قراءتها للحصول على نصائح عملية للعيش بسعادة وهدوء وطمأنينة وهو يجمع بين الجانب الفلسفي التحليلي لطبيعة النفس البشرية والجانب العملي الذي حاول فيه الفيلسوف وضع قواعد وارشادات مباشرة لمن يرغب في العيش بحكمة واتزان، ونصائح الكتاب عملية ومناسبة لكل الأزمنة خصوصا زمننا هذا الذي أصبحت سعادة الشخص مرتبطة فيه برأي الآخرين وانطباعهم عنه خاصة مع انتشار وسائل التواصل الإجتماعي والتنافس على الظهور بالمظاهر الزائفة والباذخة سواءا المادية والمعنوية والثقافية،لأن فكرة الكتاب الرئيسية تتلخص في أن السعادة كامنة في الذات وتتأتى بأن يهتم الشخص بما يعتقده نحو نفسه وليس بما يعتقده الآخرون عنه.،ولأن الكتاب عميق ومتشعب الأفكار والأبواب فسيقتصر تلخيصي على سرد النصائح المباشرة والتوجيهات الأخلاقية وهي التي تقود الإنسان إلى العيش بحكمة حسب رأي شوبنهاور وهي كذلك شائعة حاليا في اغلب كتب التنمية والسعادة النفسية والبشرية، لكن ميزة الكتاب التأصيل الفلسفي لها ومن سيقرأه سيجد فيه فائدة ما . 

ومن هذه التوجيهات: 

  1.  كما قال أرسطو: غاية الحكيم ليست حياة مترعة باللذة، بل خالية من الألم، لذا يتوجب على الإنسان حين يقيم حياته أن ينطلق من معيار الشرور والألام التي تم تجنبها، وليس المباهج والشهوات التي تذوقها. 

  2.  يتعين على الشخص أن لا يشرط سعادته بقاعدة عريضة من الطموحات والتطلعات ،فهذا من شأنه أن يجعلها تنهار كلمح البصر ،لأنها ستكون عرضة باستمرار لحوادث غير متوقعة تعترض سبيله ،لذلك عليه ان يقيم سعادته على صرح صلب قوامه طموحات متناسبة مع قدراته وموارده الذاتية. 

  3.  إن البناء الذي يبني بناية دون أن تكون له معرفة كاملة بتصميمها أو لا يضعه باستمرار نصب عينيه، أشبه ما يكون بشخص منشغل فقط بقضاء أيامه يوما بعد آخر ،لذا فمن أوجب الواجبات ان تعرف ما تريد ،وأن تكون على بينة مما هو جوهري واساسي لسعادتك.
     
  4.  يجب على الإنسان أن يتفطن إلى حقيقة بسيطة،أن الحاضر وحده الواقعي والمؤكد، أما المستقبل فتتحق أحداثه بالغالب بشكل غير متوقع، وكذلك الماضي يختلف تماما عن تهيؤاتنا وتصورنا عنه، فالحاضر وحده يستحق الحفاوة والاهتمام. 

  5.  القناعة بالقليل تجعلك أسعد الناس، وبقدر ما تضيق دائرة الحركة والرؤية والارتباطات بقدر ما يرفل المرح، لهذا السبب العميان أقل شقاءا وبؤسا مما يتصوره المبصرون. 

  6. أهم عنصر في سعادة الإنسان وتعاسته هو ما يشغل باله ويملأ وعيه، فالاعمال العقلية الفكرية لابد أن تزود النفس البشرية بالكثير من الطاقة .

  7. وجوب الاكتفاء بالذات، أن يجد المرء في ذاته كل ما يبتغيه، ولن يقتفي الإنسان سبيلا تبعده وتصرفه عن السعادة أكثر من سبيل شهوة العيش في أجواء البهرجة والابهة والحفلات والسهرات. 

  8. الحسد سلوك إنساني طبيعي،لكنه مرذول ومصدر شقاوة وتعاسة، وقد كان سينيكا يقول لجماعة الحكماء: فلتتمتع وتستمتع أيها الحكيم بما عندك ولا تقارنه ابدا بما عند غيرك، فمن يتعذب بالطمع لا أمل له بالسعادة، 

  9.  يتعين التفكير مليا في اي مشروع قبل اخراجه إلى حيز الوجود، وحتى لو افترضت انك فحصته من كل الجوانب، فلا تغفل ان يكون هناك نواقص، والتزامك بهذه القاعدة ستجعلك تحجم عن اي خطوة ليست ضرورية ضرورة قصوى، لكن لو اتخذت قرارا بشأن قضية او مسألة وانطلقت للتنفيذ فعليك ان تبارح دائرة التردد والتذبذب، وتجنب ان تكون ضحية مخاوفك من مخاطر محتملة .

  10.  على الشخص أن يجعل سعادته وتعاسته بمنأى عن تقلبات الأهواء التي يجب عليه لجمها والحد من جموحها من خلال تمارين متواصلة، فلا يشيد قصور وهمية ولا يتخيل مصائب قادمة. 

  11. صدق أرسطو حين قال الحياة هي الحركة، فكما أن الحياة العضوية للانسان مشروطة بالحركة العضوية،كذلك الحياة العقلية مشروطة باهتمامات ذهنية وعقلية. 

  12.  الصحة هي الشرط الأول للسعادة ،فلا تفضل شيء آخر عنها. 

  13.  الناس لا يحتملون النظر إلى من هو فوقهم او تجاوزهم، لذلك ،لذا على النابغة ان يخاطب الناس على قدر عقولهم، واخفاء ما يزيد عن ذلك.

  14.  اتوجه بالتقدير إلى كل من استطاع في وقت فراغه او انتظاره شيئا ما ان يمتنع عن نقر ايش شيء يقع تحت يديه، أو على الأرض ،لو امتنع عن ذلك فسيكون دليلا على انه يفكر في شيء يحول بينه وبين هذا الفعل التافه. 

  15.  معظم الناس تغلب عليهم الذاتية حد توهمهم بأن المصالح محصورة فيهم ومتوقفة عليهم وهذا الاحساس يجعلهم يمحورون كل تفكيرهم حول ذواتهم ،هؤلاء عاجزون كل العجز عن اعطاء معنى سامي لحياتهم. 

  16.  كل الطباع البشرية يجب لجمها، وعدم تركها تتصرف على سجيتها، كلها بلا استثناء بحاجة الى قواعد ومفاهيم عامة نستشرد بها. 

  17.  أسباب الثقة المفرطة التي يضعها الإنسان في غيره ،هي الكسل والأنانية والغرور ، فبسبب الكسل يتقاعس عن أداء واجبه ويكلف بها غيره ،وبدافع الأنانية يفشي أسراره التي لا يصبر على كتمانها، أما الغرور فيغمره باحساس زائد بالمجد والاعتزاز بما انجزه،كل هذه العوامل تجعله يفرط الثقة بالاخرين. 

  18.  أنصحك ان لا تناهض رأي أحد، فلو شئت ان تبعد الناس عن حماقاتهم، فلن يكفيك عمر جد النبي نوح الذي عاش حسب الحكاية 969 سنة، كما انصحك بعدم توجيه النقد والملامة لكل من تتحدث معه، ولو كان ذلك من باب حسن النية، ذلك أن تجريح الأشخاص أمر هين، بينما اصلاحهم صعب للغاية بل من رابع المستحيلات. 

  19.  إن شئت ان يستحسن الناس اراءك وتكون لها صدقية بينهم، فلتعبر عنها بهدوء وبلا انفعال زائد.

  20. لا تتلذذ بمدح نفسك ولو كنت جديرا بهذا المدح ،فالغرور نقيصة كثيرة الشيوع بين الناس كافة،.

  21.  اعتبر شؤونك الخاصة أسرار ولا تظهر لأقرب المقربين منك الا الجزء الظاهر من شخصيتك .

وهناك الكثير من الارشادات القيمة التي لا يمكن ايجازها في هذا الملخص.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

فن الحرب | سون تزو

الإنسان والبحث عن المعنى | فيكتور فرانكل